انه وقتك اغنم به
رمضان وما أدراك ما رمضان، كن بخيلا بوقتك في رمضان إلا في طلب وجه الله، وليكن وقتك ميزانية تنفقها فيما يعود عليك بالأجر والثواب، فلا المسجد يفقد خطواتك، ولا المصحف يفقد نظراتك، ولا ذكر الله يغادر لسانك، ولا حسن الظن يختفي عن قلبك، ولا طالب إحسان يصد عن بابك، ولا غافل عن الله يجر لسانك، فدقائق رمضان غالية، نستحيي من ربنا سبحانه أن يرانا نبذرها أمام شاشة عاقت الفضائل، أو صفحات شبكة زينت الرذائل، أو سهرة في دهاليز المقاهي سرقت منا الحسنات، أو حتى حديث سمر ليل ضيع منا ركعات التراويح عشاء وفجرا، أولسنا كلنا في حاجة أن نغسل بماء رمضان الطاهر، ما علق بنا من سوء الأفعال والأقوال، فلنحتسب إذن أخي وأختي صحتنا وأوقاتنا وفراغنا وكلنا لله سبحانه في زمن الخير، وقد حبانا الله تعالى أن أطال أعمارنا فأدركنا رمضان، وأنصت بأذن قلبك إلى الحبيب صلى الله عليه وسلم إذ يبشرك: “من صام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه” فكيف يفوتني وقت لا أكون فيه قائما لله، مستقبلا قبلته، أو تاليا كتابه، أو ذاكرا لآلائه، أو راحما خلقه، أو ساعيا في خير، وأصغ سمعك له صلى الله عليه وسلم إذ ينبهك: “من أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله، قولوا: آمين” فذاك الغبن الدفين، عافانا الله وإياكم أمة العدنان.
0 تعليقات على " انه وقتك اغنم به "